المشاركات

عرض المشاركات من 2023

*العجيبة الثامنة*

علي الطنطاوي: عجائب العالم القديم سبع: أهرام مصر، وحدائق بابل، وبقية السبع التي تعرفونها. وهي عجائب حقًّا، ولكنها هياكل شُيِّدَت من حجارة قُطِعت من صخور الجبل أو آجر جبل من تراب الأرض ونضج على جمر الأفران، وهذه العجيبة الثامنة أثر من عمل الأذهان. تلك تحف من عمل السواعد القوية والأيدي الصناع، وهذه من عمل الفكر الخالص والقرائح العبقرية... إنها كتبٌ لو جمعت لبُنِيَ منها هرم صغير أو لشُيِّدَ برج هائل. فهل يقاس أثر لا روح فيه -وإن لم يخل من عبقرية تروع ناظريها ويكبرها المتأمِّل فيها- بآثار حية تبعث الأرواح في الأجساد، وتثير السواكن من الأفكار، وتُحرِّك القرائح فتدفعها إلى الابتكار؟ هل عرفتم (القاموس المحيط)؟ إن فيه ستين ألف مادة، فهل فيكم من قرأه كله؟ من يستطيع أن ينسخه بخطه نسخاً؟ فكيف بمن ألفه تأليفاً؟! و(لسان العرب)، وهو أكبر منه وأوسع، فيه ثمانون ألف مادة. من قرأه منكم؟ ومن يستطيع أن يكتبه؟ و(تاج العروس شرح القاموس)؟ و(الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني، العربي الأموي الذي كان على أمويته يتشيع؟ و(نهاية الأرب)، و(صبح الأعشى)، و(تفسير الطبري)، و(فتح الباري)، و(المبسوط)، و(شرح المواقف) للسيد ال

تعدد المهام الذهنية: سرعة أداء وقلة إنتاج :-

  فرضت علينا ظروف الحياة ونمطها السريع العديد من التصرفات التي نقوم بها رغماً عنا، مع علمنا وفهمنا الكامل لمدى خطورتها علينا وعلى الكفاءة الذهنية للعقل البشري، وأصبح تعدد المهام الذهنية واقعاً لدى الكثيرين، للدرجة التي أصبحنا نعتبر فيها أن أداء مهمة واحدة فقط يعد شيئاً من الكسل والتراخي . وبعضنا يعتقد أنه لا ضرر في أن ترسل رسائل نصية بالهاتف بينما يشاهد التلفزيون، أو الإبحار في شبكة الإنترنت والتحدث مع العائلة في آن واحد . وفي الواقع فإن شركات الأدوية مشغولة هي الأخرى في إنتاج عقاقير تعزز من كفاءتنا الذهنية، لكي نتمكن من القيام بعدد أكبر من المهام في الوقت نفسه . لكن العلماء يكتشفون أن هوس اليوم في إنجاز أكثر من عملية ذهنية واحدة في وقت واحد له آثاره الخطيرة في المخ، بدءاً بالضغط العنيف وحالات الغضب العارم لدى البالغين، وانتهاء بمشكلات التعلم ومرض التوحد لدى الأطفال . وما يدعو للسخرية أيضاً، أن التقدم الحاصل حالياً في تقنية المسح الطبي يجعلنا أقل كفاءة ذهنية، فهذا التقدم يعني أننا نستطيع مشاهدة ما يحدث داخل المخ عندما يحاول الناس القيام بعدد مختلف من المهام العقلية المعقدة في نفس الوقت

ماذا صنعت العلمانية بأوربا ؟ د. محمد عمارة

 في دراسته عن ‏(‏العلمانية والدين‏)‏ يقول القس الألماني جوتفرايد كونزلن -عالم الاجتماع‏ وأستاذ اللاهوت الإنجيلي والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة بميونخ‏-: إن العلمانية تعني الفصل التام والنهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق المدنية‏,‏ وسيادة مبدأ‏:‏ دين بلا سياسة، وسياسة بلا دين‏.‏ ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوربا، وكيف حولت معتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية، وقدمت الحداثة باعتبارها دينًا دنيويًّا، قام على العقل والعلم, بدلاً من الدين الإلهي - ففقدت المسيحية أهميتها فقدانًا كاملاً, وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية على القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم، بل وأسلوب الحياة الخاص للسواد الأعظم من الناس. ثم تحدث هذا القس -عالم الاجتماع- عن حال الحداثة التي أحلتها العلمانية محل الدين الإلهي، وكيف عجزت -هذه الحداثة- عن الإجابة على أسئلة الإنسان التي كان يجيب عليها الدين، فدخلت -هي الأخرى- في أزمة, بعد أن أصابت المسيحية بالإعياء؛ ففقد الإنسان -في الغرب العلماني- النجم الذي كان يهديه.. نجم الدين ونجم الحداثة معًا! وأصبحت القناعات الع

فضائل مصر في تاريخ الإسلام د: محمد عمارة 10:00-2013/06/13

منذ أن دخلت مصر في الإسلام‏‏ بدأت عصرا من النهوض والإحياء‏،‏ بعد القهر الإغريقي الروماني الذي استمر عشرة قرون -من الإسكندر الأكبر ‏[356-‏324‏ ق‏.‏م‏]‏ في القرن الرابع قبل الميلاد، وحتي هرقل [610-641م] في القرن السابع للميلاد.. أحياها الإسلام فاستأنفت مسيرتها الحضارية، وتبوأت مكانتها القيادية في المحيط الإسلامي، وأعطت للفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية العطاء الذي وصلت به حاضرها الإسلامي بتراثها الحضاري القديم، فكان أن امتلكت المجد الديني والحضاري من طرفيه.. ففيها بشر سيدنا إدريس عليه السلام بالتوحيد، وعلم الناس علوم المدنية والتمدن منذ فجر الإنسانية على عهد آدم عليه السلام، وفيها ارتفعت رايات التوحيد الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم. ولمكانة مصر هذه في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية خصها أعلام المؤرخين في مؤلفاتهم بالحديث عن فضائلها التي استأثرت بها علي سائر البلدان.. ومن هؤلاء المؤرخين المقريزي وغيره. وإذا كان هذا التراث في فضائل مصر هو مما يجب التعريف به، وتدريسه لأبنائنا وبناتنا بالمدارس والجامعات، لإحياء الروح الوطنية، وإذكاء عوامل وعو

فوائد المصارف من الحرام المجمع عليه إلى الحلال المجمع عليه - أ.د. علي محي الدين القره داغي – 16/01/2003

  أبلغ رد على القرار الجديد الذي أصدره مجمع البحوث الإسلامية من وجهة نظري هو قرارات المؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية عام 1965 الذي حضره ممثلو خمسة وثلاثين دولة إسلامية، وفتوى جبهة علماء الأزهر الشريف التي تضم العشرات. وهناك أيضًا قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي حضره ممثلو جميع الدول الإسلامية مع أكثر من سبعين خبيراً في الفقه والاقتصاد في ديسمبر 1985. كما أن قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله. علاوة على قرار هيئة كبار العلماء في السعودية، وقرارات المجمع الفقهي في السودان، وفي الهند، والمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث وغيرها، وقرارات عدد من مؤتمرات الاقتصاد الإسلامي التي ضمت عدداً كبيراً من الفقهاء والاقتصاديين على مستوى العالم الإسلامي. وعلى الرغم من أنني بعد تركي عضوية الهيئة الشرعية لبنك قطر الدولي الإسلامي منذ أكثر من عامين وليس لدي إشراف على أي مصرف إسلامي داخل قطر، ولكني أنطلق مما أحس به من واجب أهل العلم نحو بيان الحق، وعدم كتمانه. لا أريد الخوض في الرد على القرار الأخير الذي صدر من مجمع البحوث ال