المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٣

تعدد المهام الذهنية: سرعة أداء وقلة إنتاج :-

  فرضت علينا ظروف الحياة ونمطها السريع العديد من التصرفات التي نقوم بها رغماً عنا، مع علمنا وفهمنا الكامل لمدى خطورتها علينا وعلى الكفاءة الذهنية للعقل البشري، وأصبح تعدد المهام الذهنية واقعاً لدى الكثيرين، للدرجة التي أصبحنا نعتبر فيها أن أداء مهمة واحدة فقط يعد شيئاً من الكسل والتراخي . وبعضنا يعتقد أنه لا ضرر في أن ترسل رسائل نصية بالهاتف بينما يشاهد التلفزيون، أو الإبحار في شبكة الإنترنت والتحدث مع العائلة في آن واحد . وفي الواقع فإن شركات الأدوية مشغولة هي الأخرى في إنتاج عقاقير تعزز من كفاءتنا الذهنية، لكي نتمكن من القيام بعدد أكبر من المهام في الوقت نفسه . لكن العلماء يكتشفون أن هوس اليوم في إنجاز أكثر من عملية ذهنية واحدة في وقت واحد له آثاره الخطيرة في المخ، بدءاً بالضغط العنيف وحالات الغضب العارم لدى البالغين، وانتهاء بمشكلات التعلم ومرض التوحد لدى الأطفال . وما يدعو للسخرية أيضاً، أن التقدم الحاصل حالياً في تقنية المسح الطبي يجعلنا أقل كفاءة ذهنية، فهذا التقدم يعني أننا نستطيع مشاهدة ما يحدث داخل المخ عندما يحاول الناس القيام بعدد مختلف من المهام العقلية المعقدة في نفس الوقت

ماذا صنعت العلمانية بأوربا ؟ د. محمد عمارة

 في دراسته عن ‏(‏العلمانية والدين‏)‏ يقول القس الألماني جوتفرايد كونزلن -عالم الاجتماع‏ وأستاذ اللاهوت الإنجيلي والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة بميونخ‏-: إن العلمانية تعني الفصل التام والنهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق المدنية‏,‏ وسيادة مبدأ‏:‏ دين بلا سياسة، وسياسة بلا دين‏.‏ ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوربا، وكيف حولت معتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية، وقدمت الحداثة باعتبارها دينًا دنيويًّا، قام على العقل والعلم, بدلاً من الدين الإلهي - ففقدت المسيحية أهميتها فقدانًا كاملاً, وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية على القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم، بل وأسلوب الحياة الخاص للسواد الأعظم من الناس. ثم تحدث هذا القس -عالم الاجتماع- عن حال الحداثة التي أحلتها العلمانية محل الدين الإلهي، وكيف عجزت -هذه الحداثة- عن الإجابة على أسئلة الإنسان التي كان يجيب عليها الدين، فدخلت -هي الأخرى- في أزمة, بعد أن أصابت المسيحية بالإعياء؛ ففقد الإنسان -في الغرب العلماني- النجم الذي كان يهديه.. نجم الدين ونجم الحداثة معًا! وأصبحت القناعات الع

فضائل مصر في تاريخ الإسلام د: محمد عمارة 10:00-2013/06/13

منذ أن دخلت مصر في الإسلام‏‏ بدأت عصرا من النهوض والإحياء‏،‏ بعد القهر الإغريقي الروماني الذي استمر عشرة قرون -من الإسكندر الأكبر ‏[356-‏324‏ ق‏.‏م‏]‏ في القرن الرابع قبل الميلاد، وحتي هرقل [610-641م] في القرن السابع للميلاد.. أحياها الإسلام فاستأنفت مسيرتها الحضارية، وتبوأت مكانتها القيادية في المحيط الإسلامي، وأعطت للفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية العطاء الذي وصلت به حاضرها الإسلامي بتراثها الحضاري القديم، فكان أن امتلكت المجد الديني والحضاري من طرفيه.. ففيها بشر سيدنا إدريس عليه السلام بالتوحيد، وعلم الناس علوم المدنية والتمدن منذ فجر الإنسانية على عهد آدم عليه السلام، وفيها ارتفعت رايات التوحيد الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم. ولمكانة مصر هذه في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية خصها أعلام المؤرخين في مؤلفاتهم بالحديث عن فضائلها التي استأثرت بها علي سائر البلدان.. ومن هؤلاء المؤرخين المقريزي وغيره. وإذا كان هذا التراث في فضائل مصر هو مما يجب التعريف به، وتدريسه لأبنائنا وبناتنا بالمدارس والجامعات، لإحياء الروح الوطنية، وإذكاء عوامل وعو

فوائد المصارف من الحرام المجمع عليه إلى الحلال المجمع عليه - أ.د. علي محي الدين القره داغي – 16/01/2003

  أبلغ رد على القرار الجديد الذي أصدره مجمع البحوث الإسلامية من وجهة نظري هو قرارات المؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية عام 1965 الذي حضره ممثلو خمسة وثلاثين دولة إسلامية، وفتوى جبهة علماء الأزهر الشريف التي تضم العشرات. وهناك أيضًا قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي حضره ممثلو جميع الدول الإسلامية مع أكثر من سبعين خبيراً في الفقه والاقتصاد في ديسمبر 1985. كما أن قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله. علاوة على قرار هيئة كبار العلماء في السعودية، وقرارات المجمع الفقهي في السودان، وفي الهند، والمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث وغيرها، وقرارات عدد من مؤتمرات الاقتصاد الإسلامي التي ضمت عدداً كبيراً من الفقهاء والاقتصاديين على مستوى العالم الإسلامي. وعلى الرغم من أنني بعد تركي عضوية الهيئة الشرعية لبنك قطر الدولي الإسلامي منذ أكثر من عامين وليس لدي إشراف على أي مصرف إسلامي داخل قطر، ولكني أنطلق مما أحس به من واجب أهل العلم نحو بيان الحق، وعدم كتمانه. لا أريد الخوض في الرد على القرار الأخير الذي صدر من مجمع البحوث ال

كرم أخلاق

حُكي عن بنت عبد الله بن مطيع أنها قالت لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وكان أجود قريش في زمانه: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال مه ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك. قال: هذا والله من كرمهم، يأتوننا في حال القوة بنا عليهم، ويتركوننا في حال الضعف بنا عنهم. قال الإمام الماوردى: فانظر كيف تأول بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فعلهم حسنا، وظاهر غدرهم وفاء. وهذا محض الكرم ولباب الفضل، وبمثل هذا يلزم ذوي الفضل أن يتأولوا الهفوات من إخوانهم. وقد قال بعض الشعراء: إذا ما بدت من صاحب لك زلة ... فكن أنت محتالا لزلته عذرا أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه ... كأن به عن كل فاحشة وقرا سليم دواعي الصدر لا باسط أذى ... ولا مانع خيرا ولا قائل هجرا أدب الدنيا والدين

ذكاء إياس بن معاوية:

  قال أبو عبيدة وغيره : تحاكم إياس وهو صبي شاب ، وشيخ إلى قاضي عبد الملك بن مروان بدمشق فقال له القاضي : إنه شيخ وأنت شاب ، فلا تساوه في الكلام . فقال إياس : إن كان كبيرا فالحق أكبر منه . فقال له القاضي : اسكت . فقال : ومن يتكلم بحجتي إذا سكت ؟ فقال القاضي : ما أحسبك تنطق بحق في مجلسي هذا حتى تقوم . فقال إياس : أشهد أن لا إله إلا الله - زاد غيره : فقال القاضي : ما أظنك إلا ظالمًا له . فقال : ما علَى ظن القاضي خرجت من منزلي (أى ما أتيت ليقضى القاضى علىّ الظن) فقام القاضي ، فدخل على عبد الملك فأخبره خبره فقال : اقض حاجته وأخرجه الساعة من دمشق ، لا يفسد عليّ الناس . البداية والنهاية