"صرمت حبالك بعد وصلك زينب" من روائع الحكم لصالح بن عبد القدوس
صَرَمَت حِبَالَكَ بعد وَصْلِك زينبُ والدَّهْرُ فِيهِ تَصَرُّمٌ وَتَقَلُّبُ نَشَرتْ ذَوَائِبَهَا التي تَزْهُو بها سُوداً وَرَأْسُكَ كالنَّعَامَةِ أَشْيَبُ واسْتَنْفَرَتْ لمَّا رأتْكَ وَطَالَمَا كَانَتْ تَحِنُّ إِلى لِقَاكَ وَتَرْهَبُ وَكَذَاكَ وَصْلُ الغَانِيَاتِ فإنَّهُ آلٌ ببلقعةٍ وبرقٌ خلَّبُ فَدَعِ الصِّبا فَلَقَدْ عَدَاكَ زَمَانُهُ وَازْهَدْ فَعُمْركَ مِنْهُ ولَّى الأطْيَبُ ذَهَبَ الشَّبَابُ فَمَا لَهُ مِنْ عَوْدَةٍ وَأَتَى المَشِيبُ فَأَيْنَ مِنْهُ المَهْرَبُ؟ ضَيْفٌ ألَمَّ إلَيْكَ لَمْ تَحْفِلْ بِهِ فَتَرَى لَهُ أَسَفاً وَدَمْعاً يُسْكَبُ دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ فَاتَ فِي زَمَنِ الصِّبا واذكُرْ ذُنُوبَك وَابْكِهَا يَا مُذْنِبُ واخْشَ مُنَاقَشَةَ الحِسَابِ فَإنَّهُ لابُدَّ يُحْصَى مَا جَنَيْتَ وَيُكْتَبُ لَمْ يَنْسَهُ المَلَكَانِ حِينَ نَسِيتَهُ بَلْ أثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلعَبُ والرُّوحُ فِيكَ وَدِيعَةٌ أُودِعْتَهَا سَتَرُدُّهَا بِالرَّغْمِ مِنْكَ وَتُسْلَبُ وَغُرُورُ دُنْيَاكَ التِي تَسْعَى لَهَا دَارٌ حَقِيقَتُهَا مَتَاعٌ يَذْهَبُ