قصص للاعتبار
توبةُ منازل بن لاحق العاقّ لأبيه عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: بينا أنا أطوفُ مع أبي حول البيت في ليلة ظلماءَ, وقد رقدت العيون وهدأت الأصواتُ إذ سمع أبي هاتفاً يهتف بصوت حزين شجيٍّ, وهو يقول: يا من يجيب دعا المضطر في الظـلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السّـقم قد نام وفدك حول البيت وانتبهـوا * وأنت عينــك يا قيـوم لم تـنم هب لي بجودك فضل العفو عن جرُمي * يا من إليه أشار الخـلق فـي الحرم إن كان عفوك لا يرجوه ذو سـرَف* فمن يجود على العاصين بالـكرم ؟ قال: فقال أبي: يا بني: أما تسمع صوت النادب لذنبه, المستقبل لربه, الحقه فلعل أن تأتيني به, فخرجت أسعى حول البيت أطلبه, فلم أجده حتى انتهيت إلى المقام, وإذا هو قائم يصلي فقلت: أجب ابنَ عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوجز في صلاته واتّبعني, فأتيت أبي فقلت هذا الرجل يا أبت فقال له أبي: ممن الرجل؟ قال :من العرب قال: وما اسمك؟ قال: منازل بن لاحق قال: وما شأنك؟ وما قصتك ؟: قال وما قصة من أسلمته ذنوبه, وأوبقت...