أزمة قراءة

أزمة القراءة:
لعل التركيز على النشء الصغار هو الأمل فى عودة القراءة بعد أن أدمن الكبار مواقع التواصل فألهتهم عما فيه خير الدنيا و الآخرة،

قد يَنْفَعُ الأَدَبُ الأَحْدَاثَ فِي صغرٍ وَ لَيْسَ يَنْفَعُ عِنْدَ الْكَبْرَةِ الأَدَبُ

إِنَّ الْغُصُونَ إِذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ وَلَنْ يَلِينَ إِذَا قَوَّمْتَهُ الْخَشَبُ

لا شك أن إعطاءَك القدوة لأبنائك الصغار -وهم يشبون على نهمك للكتب- يستحث فضولهم للتعرف على  هذا الكائن اللطيف "الكتاب" ومن ثَمّ التعلق به و إدمان صحبته،والموعظة يا صاحِ بالفعال أجدى ألف مرة منها بالمقال، ثم حدثهم عن القراءة و كيف أنها تعطى للمرء أعمارًا فوق عمره و تهبه ثمرات آلاف العقول تثرى عقله، مقتبسًا لهم من أقوال الحكماء كقول العقاد: كلا لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لازداد عمرًا في تقدير الحساب .. وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب.
وكقول أحلام مستغانمى الذى أرويه لك بالمعنى لأنى لا أذكر مصدره:عندما كنت صغيرة أخذتنا معلمة اللغة العربية إلى حصة المكتبة فدخلت عالمًا لم أخرج منه حتى الآن.
وكذا يضطلع المعلم فى فصله و الأستاذ فى كليته بنفس الدور، فى تحفيز طلابه و تشجيعهم على القراءة و تو ضيح كونها ضرورة و "حياة" و ليست هواية....
فى ظل أنظمة تعادى العلم ،و تبلغ الغاية فى السرور أن ترى أبناء شعوبها فى غاية الجهالة ؛حتى لا يطالبوا بحقوقهم المشروعة ،إذا تعلموا و استناروا ...
وصل بنا الحال أن صار التعليم فى مصر غاية فى الانحطاط و بحسب منظمة اليونيسكو فإن الطفل العربي يقرأ بمعدل سبع دقائق سنويا، خارج المنهج الدراسي، فيما يقرأ الطفل الأميركي ست دقائق يوميا...قلت : و الكبار حالهم أدهى.
و أخيرًا ثق يا أخى أن كلمات الثناء و التشجيع التى يلقاها الصغير يظل أثرها فى أذنيه وفى قلبه يستحثه مدى الحياة على المضى لهدفه كما حدث للعقاد وهو صغير مع الإمام محمد عبده الذى كان يمر على المدارس فقرأ موضوع تعبير للطفل عباس العقاد فانبهر من بلاغته و بشّره أن سيصبح كاتبًا عظيما.
اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا وبصرنا بعيوبنا و علمنا ما ينفعنا...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيده شباب الاسلام

إني تذكرت والذكرى مؤرقةٌ ..للشاعر الكبير : محمود غنيم

التدخين رحلة إلى الهلاك